فصل: السنة الثالثة من سلطنة الظاهر برقوق

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة **


وتوفي الأمير سيف الدين تمرباي بن عبد الله الأفضلي الأشرفي نائب صفد بها في جمادى الأولى وكان من أعيان المماليك الأشرفية‏.‏

وقد تقدم أنه ولي نيابة حلب وغيرها ثم عزله الملك الظاهر فنقله في عدة بلاد إلى أن ولاه نيابة صفد فمات بها‏.‏

وتوفي الشيخ الإمام علم الدين سليمان بن شهاب الدين أحمد بن سليمان بن عبد الرحمن بن أبي الفتح بن هاشم العسقلاني الحنبلي أحد فقهاء الحنابلة في ثالث عشرين جمادى الآخرة‏.‏

وتوفي قاضي قضاة الشافعية بدمشق ولي الدين عبد الله ابن قاضي القضاة بهاء الدين أبي البقاء محمد بن عبد البر بن يحيى بن علي بن تمام السبكي الشافعي بها في هذه السنة‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين قطلوبغا بن عبد الله الكوكائي حاجب حجاب دمشق في سادس المحرم‏.‏

وكان أصله من مماليك الأمير كوكاي وترقى إلى أن صار من جملة أمراء الألوف بالديار المصرية ثم ولي إمرة سلاح ثم نقل إلى حجوبية الحجاب في أول سلطنة الظاهر برقوق عوضًا عن سودون الفخري الشيخوني بحكم انتقال سودون إلى نيابة السلطنة بالديار المصرية فدام قطلوبغا هذا في وظيفة الحجوبية إلى أن مات وشغرت الوظيفة وهي الحجوبية من بعده أربع سنين إلى أن وليها أيدكار العمري‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين أرغون بن عبد الله دوادار الأمير الكبير طشمتمر العلائي في هذه السنة‏.‏

وكان من جملة أمراء الطبلخانات بديار مصر وكان عارفًا عاقلًا مدبرًا وله وجاهة في الدول‏.‏

وتوفي الأمير شرف الدين موسى بن دندار بن قرمان أحد أمراء الطبلخانات في ليلة الأربعاء العشرين من جمادى الأولى‏.‏

وتوفي مستوفي ديوان المرتجع أمين الدين عبد الله المعروف بجعيص الأسلمي في ثالث عشر المحرم‏.‏

كان من أعيان الكتاب القبطية‏.‏

وتوفي القاضي شرف الدين موسى ابن القاضي بدر الدين محمد بن محمد ابن العلامة شهاب الدين محمود الحلبي الحنبلي أحد موقعي الدست بمدينة الرملة عائدًا من القاهرة إلى دمشق في أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثمانية أذرع سواء‏.‏

مبلغ الزيادة تسعة عشر ذراعًا وأربعة عشر إصبعًا‏.‏

والله تعالى أعلم‏.‏

 السنة الثالثة من سلطنة الظاهر برقوق

الأولى وهي سنة ست وثمانين وسبعمائة‏.‏

فيها توفي الأمير سيف الدين بهادر بن عبد اله الجمالي المعروف بالمشرف أحد أمراء الألوف بالديار المصرية وأمير حاج المحمل في ذي القعدة بعيون القصب من طريق الحجاز وبها دفن وقبره معروف هناك‏.‏

وكان مشكور السيرة ولي إمرة الحاج غير مرة‏.‏

رحمه الله تعالى‏.‏

وتوفي قاضي القضاة علم الدين أبو الربيع سليمان بن خالد بن نعيم بن مقدم ابن محمد بن حسن بن غانم بن محمد الطائي البساطي المالكي قاضي قضاة المالكية بالديار المصرية وهو معزول في يوم الجمعة سادس عشر صفر وقد أناف على الستين سنة وأصل آبائه من قرية شبرا بسيون بالغربية من أعمال القاهرة وولد هو ببساط‏.‏

وكان فقيهًا فاضلًا بارعًا‏.‏

ولي قضاء مصر في الدولة الأشرفية شعبان عوضًا عن بدر الدين الإخنائي بعد عزله وباشر بعفة وتقشف واطراح التكلف حتى عزل في سنة ثلاث وثمانين ولزم داره حتى مات‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين طنج المحمدي أحد أمراء الألوف بالديار المصرية بعد أن أخرج منفيًا إلى دمشق فمات بها وكان من أعيان الأمراء‏.‏

وتوفي العلامة أوحد الدين عبد الواحد بن إسماعيل بن ياسين الحنفي المصري المولد والدار والوفاة كاتب السر الشريف بالديار المصرية في يوم السبت ثاني ذي الحجة‏.‏

وكان فقيهًا فاضلًا مفتنًا مشاركًا في عدة علوم مع رياسة وحشمة خدم عند الملك الظاهر برقوق موقعًا فلما تسلطن ولاه كتابة السر بالديار المصرية في شوال سنة أربع وثمانين وسبعمائة بعد عزل القاضي بدر الدين محمد بن فضل الله فباشر الوظيفة بحرمة وافرة وحسنت سيرته وعظم في الدولة فعاجلته المنية وعمره سبع وثلاثون سنة في عنفوان شبيبته وأعيد بدر الدين بن فضل الله من بعده إلى كتابة السر‏.‏

وتوفي القاضي تقي الدين عبد الرحمن ابن القاضي محب الدين محمد بن يوسف بن أحمد بن عبد الدائم التيمي الحلبي الأصل المصري الشافعي ناظر الجيوش المنصورة في ليلة الخميس سادس عشر جمادى الأولى‏.‏

وسبب موته أن الملك الظاهر برقوقًا غضب عليه بسبب إقطاع زامل أمير العرب وضربه بالدواة ثم مده وضربه نحو ثلاثمائة عصاة فحمل إلى داره في محفة ومات بعد ثلاثة أيام أو أكثر‏.‏

وتوفي الأمير جمال الدين عبد الله ابن الأمير بكتمر الحسامي الحاجب أحد أمراء الطبلخاناه في وتوفي الأمير علاء الدين علي بن أحمد بن السائس الطيبرسي أستادار خوند بركة أم الملك الأشرف شعبان في سادس شوال‏.‏

وكان من أعيان رؤساء الديار المصرية وله ثروة‏.‏

وتوفي العلامة قاضي القضاة صدر الدين محمد ابن قاضي القضاة علاء الدين علي بن منصور الحنفي قاضي قضاة الديار المصرية وهو قاض في يوم الاثنين عاشر شهر ربيع الأول وقد أناف على ثمانين سنة في ولايته الثانية وتولى القضاء عوضه قاضي القضاة شمس الدين الطرابلسي وتولى مشيخة الصرغتمشية من بعده العلامة جلال الدين التباني‏.‏

قال العيني - رحمه الله -‏:‏ كان إمامًا عالمًا فاضلًا كاملًا بحرًا في فروع أبي حنيفة مستحضرًا قويًا وكان ريض الخلق كثير التواضع والحلم لين الجانب جميل المعاشرة حسن المحاضرة والمذاكرة معتمدًا على جانب الصدق في أقواله وأفعاله سعيدًا في حركاته وسكناته‏.‏

رحمه الله تعالى‏.‏

وتوفي العلامة إمام عصره ووحيد دهره وأعجوبة زمانه أكمل الدين محمد بن محمد بن محمود الرومي البابرتي الحنفي شيخ خانقاة شيخون في يوم الجمعة تاسع عشر شهر رمضان وحضر السلطان الملك الظاهر الصلاة عليه ومشى أمام نعشه من مصلاة المؤمني إلى أن وقف على دفنه بقبة الشيخونية بعد أن هم على أن يحمل نعشه غير مرة فتحمله أكابر الأمراء عنه‏.‏

كان واحد زمانه في المنقول والمعقول ونالته السعادة والجاه العريض حتى إن الملك الظاهر برقوقًا مع عظمته كان ينزل في موكبه ويقف على باب خانقاه شيخون حتى يتهيأ الشيخ أكمل الدين للركوب ويركب ويسير مع الملك الظاهر وقع له ذلك معه غير مرة وهو الذي كان سببًا لقيام الملك الظاهر برقوق للقضاة فإنه كان يقوم له إذا دخل عليه ولا يقوم للقضاة لما كانت عادة الملوك من قبله فكلمه الشيخ أكمل الدين هذا في القيام للقضاة حتى قام لهم وصارت عادة إلى يومنا هذا‏.‏

وبعد موته جلس الشيخ سراج الدين البلقيني عن يمين السلطان وقد استوعبنا أحواله في المنهل الصافي بأطول من هذا‏.‏

وتوفي قاضي مكة وخطيبها كمال الدين أبو الفضل محمد بن أحمد بن علي العقيلي النويري الشافعي بمكة في يوم الأربعاء ثالث عشر شهر رجب‏.‏

وتوفي عالم بغداد شمس الدين محمد بن يوسف بن علي بن الكرماني البغدادي الشافعي شارح البخاري في المحرم بطريق الحجاز وحمل إلى بغداد ودفن بها‏.‏

ومولده في جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وسبعمائة‏.‏

وكان قدم مصر والشام‏.‏

رحمه الله‏.‏

وتوفي صائم الدهر الشيخ محمد بن صديق التبريزي الصوفي في ليلة الاثنين خامس عشر شهر رمضان بالقاهرة‏.‏

أقام أربعين سنة يصوم ويفطر على حمص بفلس لا يخلطه إلا بالملح فقط‏.‏

وكان على قدم هائل من العبادة‏.‏

وتوفي الأمير الطواشي شبل الدولة كافور بن عبد الله الهندي الزمردي الناصري حسن في ثامن شهر ربيع الأول وقد عمر طويلًا‏.‏

وهو صاحب التربة بالقرافة‏.‏

وتوفي الأمير الكبير سيف الدين طشتمر بن عبد الله العلائي الدوادار‏.‏

كان من أجل الأمراء وهو أول دوادار وليها بتقدمة ألف ثم ولي نيابة الشام ثم أتابك العساكر بالديار المصرية إلى أن ركب عليه الملك الظاهر برقوق قبل سلطنته وقبض عليه وحبسه مدة وولى الأتابكية من بعده ثم أخرجه إلى القدس بطالًا ثم ولاه نيابة صفد ثم حماة إلى أن مات‏.‏

وكان دينًا خيرًا وله مشاركة في فنون وفيه محبة لأهل العلم والفضل‏.‏

وكان يكتب الخط المنسوب ويحب الأدب والشعر‏.‏

وتوفي تاج الدين موسى بن سعد الله بن أبي الفرج ناظر الخاص وهو معزول‏.‏

وكان يعرف بابن كاتب السعدي‏.‏

وكان من أعيان الأقباط‏.‏

وتوفي تاج الدين بن وزير بيته الأسلمي ناظر الإسكندرية بها في شهر ربيع الآخر‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثمانية أذرع وثمانية أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة تسعة عشر ذراعًا وثمانية أصابع‏.‏

وهي سنة سبع وثمانين وسبعمائة‏.‏

وفيها توفي قاضي قضاة الحنفية بحلب تاج الدين أحمد بن شمس الدين محمد بن محمد بدمشق في هذه السنة وكان فقيهًا فاضلًا محدثًا أديبًا شاعرًا‏.‏

ومات عن سن عالية‏.‏

وتوفي القاضي جمال الدين إبراهيم ابن قاضي قضاة حلب ناصر الدين محمد ابن قاضي قضاة حلب كمال الدين عمر ابن قاضي قضاة حلب عز الدين عبد العزيز ابن الصاحب فخر الدين محمد ابن قاضي القضاة نجم الدين أحمد ابن قاضي القضاة جمال الدين هبة الله ابن قاضي قضاة حلب محب الدين محمد ابن قاضي قضاة حلب جمال الدين هبة الله ابن قاضي قضاة حلب نجم الدين أحمد بن يحيى بن زهير بن هارون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عامر بن أبي جرادة بن ربيعة الحنفي المعروف بابن العديم‏.‏

مات عن نيف وسبعين سنة‏.‏

قلت‏:‏ هو من بيت علم ورياسة وقد تقدم ذكر جماعة من أقاربه ويأتي أيضًا ذكر جماعة منهم كل واحد في محله إن شاء الله تعالى‏.‏

وتوفي رئيس التجار زكي الدين أبو بكر بن علي الخروبي المصري بمصر القديمة في يوم الخميس تاسع عشر المحرم وخلف مالًا كبيرًا‏.‏

وتوفي الأمير فخر الدين عثمان بن قارا بن مهنا بن عيسى بن مهنا أمير آل فضل بالبلاد الشامية وتوفي الأمير سيف الدين قرا بلاط بن عبد الله الأحمدي اليلبغاوي نائب الإسكندرية بها في شهر ربيع الأخر‏.‏

وكان من أكابر مماليك الأتابك يلبغا العمري الخاصكي‏.‏

وتوفني الشيخ الإمام العالم نجم الدين أحمد بن عثمان بن عيسى بن حسن بن حسين بن عبد المحسن الراسوفي الدمشقي الشافعي المعروف بابن الحبال في جمادى الآخرة - بعد عوده من مصر - بدمشق‏.‏

وكان فقيهًا عالمًا متبحرًا في مذهبه انتهت إليه رياسة مذهب الشافعي بدمشق في زمانه وتصدى للإفتاء والتدريس والاشتغال سنين عديدة‏.‏

وتوفي السيد الشريف شمس الدين أبو المجد محمد ابن النقيب جمال الدين أحمد ابن النقيب شمس الدين محمد بن أحمد الحراني الحلبي الحنفي عن سبع وأربعين سنة ولم يل نقابة الأشراف‏.‏

وتوفي الشيخ الأديب شهاب الدين أحمد بن عبد الهادي بن أحمد المعروف بالشاطر الدمنهوري الشاعر المشهور بعقبة أيلا متوجهًا إلى الحجاز الشريف في العشر الأول من ذي القعدة‏.‏

ومولده في سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة‏.‏

وكان أديبًا بارعًا فاضلًا بارعًا في فنون لا سيما في حل المترجم ونظم القريض‏.‏

ومن شعره في مروحة‏:‏ الطويل ومخطوبة في الحر من كل هاجر ومهجورة في البرد من كل خاطب إذا ما الهوى المقصور هيج عاشقًا أتت بالهوى الممدود من كل جانب وتوفي الأمير سيف الدين آقبغا بن عبد الله الدوادار في شهر ربيع الآخر وكان من المماليك اليلبغاوية من حزب خشداشية الملك الظاهر برقوق‏.‏

وتوفي الرئيس شمس الدين محمد بن شهاب الدين أحمد بن سبع العبسي مستوفي ديوان الأحباس في ثامن عشر شعبان‏.‏

وكان معدودًا من أعيان الديار المصرية‏.‏

وتوفي قاضي القضاة زين الدين عبد الرحمن بن رشد المالكي قاضي قضاة حلب بها‏.‏

وكان معدودًا من فقهاء المالكية‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ستة أذرع وأربعة أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعًا وخمسة عشر إصبعًا‏.‏

السنة الخامسة من سلطنة الظاهر برقوق الأولى وهي سنة ثمان وثمانين وسبعمائة فيها توفي القاضي بدر الدين أحمد بن شرف الدين محمد ابن الوزير الصاحب فخر الدين محمد ابن الوزير الصاحب بهاء الدين علي بن محمد بن سليم المعروف بابن حناء في يوم الجمعة تاسع عشرين جمادى الآخرة بمدينة مصر عن نيف وسبعين سنة‏.‏

وكان فقيهًا عالمًا مفتنًا أديبًا معدودًا هنئت يا عود الأراك بثغره إذ أنت للأوطان غير مفارق إن كنت فارقت العقيق وبارقًا ها أنت ما بين العذيب وبارق قلت‏:‏ وأحسن من هذا قول ابن دمرداش الدمشقي في المعنى‏:‏ الطويل أقول لمسواك الحبيب لك الهنا بلثم فم ما ناله ثغر عاشق فقال وفي أحشائه حرق الجوى مقالة صب للديار مفارق تذكرت أوطاني فقلبي كما ترى أعلله بين العذيب وبارق ولابن قرناص في هذا المعنى وهو أيضًا في غاية الحسن‏:‏ الطويل سألتك يا عود الأراك بأن تعد إلى ثغر من أهوى فقبله مشفقا ورد من ثنيات العذيب منيهلًا تسلسل ما بين الأبيرق والنقا وتوفي السيد الشريف شهاب الدين أحمد بن عجلان بن رميثة واسم رميثة منجد ابن أبي نمي سعد الحسني المكي أمير مكة في حادي عشرين شعبان عن نيف وستين سنة بمكة ودفن بالمعلاة‏.‏

وكان حسن السيرة مشكور الطريقة‏.‏

وولي إمرة مكة بعده ابنه محمد بن أحمد بأمر كبيش بن عجلان‏.‏

وتوفي الشيخ عماد الدين إسماعيل بن عبد الله أحد الأفراد في الخط المنسوب المعروف بابن الزمكحل كان رئيسًا في كتابة المنسوب كان يكتب سورة الإخلاص على حبة أرز كتابة بينة تقرأ بتمامها وكمالها لا ينطمس منها حرف واحد وكان له بدائع في فن الكتابة وكتب عدة مصاحف إلى أن مات والزمكحل‏:‏ بزاي مضمومة وميم مضمومة أيضًا وكاف ساكنة وحاء مضمومة مهملة وبعدها لام ساكنة‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين جلبان بن عبد الله الحاجب أحد أمراء الطبلخانات في شهر رمضان‏.‏

وكان عاقلًا ساكنًا مشكور السيرة‏.‏

وتوفي الأمير غرس الدين خليل بن قراجا بن دلغاعر أمير التركمان اليروقية وصاحب أبلستين قتيلًا في الحرب مع الأمير صارم الدين إبراهيم بن همر التركماني قريبًا من مدينة مرعش عن نيف وستين سنة‏.‏

وتوفي الأمير سودون العلائي نائب حماة قتيلًا في محاربة التركمان أيضًا‏.‏

وكان ممن أنشأه الملك الظاهر برقوق وأظنه من خشداشيته‏.‏

وتوفي الشريف بدر الدين محمد بن عطيفة بن منصور بن جماز بن شيحة أمير المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام‏.‏

وتوفي الشيخ الزاهد العابد الصالح شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان القرمي الحنفي بالقدس الشريف في صفر‏.‏

ومولده في ذي الحجة سنة ستة وعشرين وسبعمائة‏.‏

وكان كثير العبادة والتلاوة للقرآن حتى قيل‏:‏ إنه قرأ في اليوم والليلة ثماني ختمات‏.‏

قلت‏:‏ هذا شيء من وراء العقل فسبحان المانح‏.‏

وتوفي الشيخ الإمام العابد الصالح الورع شمس الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن إلياس القونوي الحنفي بدمشق عن نيف وسبعين سنة‏.‏

وكان إمامًا عالمًا زاهدًا شديدًا في الله‏.‏

وقدم القاهرة غير مرة وتصدى للإقراء والتصنيف سنين عديدة وانتفع الناس به‏.‏

ومن مصنفاته المفيدة أشرح تلخيص المفتاح وكتاب درر البحار ونظم فيه فقه الأربعة وشرح مجمع البحرين في الفقة في عشر مجلدات وشرح آخر في ستة أجزاء وله‏:‏ رسالة في الحديث وغير ذلك‏.‏

رحمه الله تعالى‏.‏

وتوفي شيخ أهل الميقات ناصر الدين محمد بن الخطائي في يوم الأربعاء ثالث عشرين شعبان‏.‏

وكان إمامًا في وقته‏.‏

وتوفي أيضًا قرينه في علم الميقات شمس الدين محمد بن الغزولي في رابع شهر رجب‏.‏

وكان أيضًا من علماء هذا الشأن‏.‏

وتوفي ملك الغرب صاحب مدينة فاس وما والاها السلطان موسى ابن السلطان أبي عنان فارس بن أبي الحسن المريني في جمادى الآخرة‏.‏

وأقيم بعده المستنصر محمد بن أبي العباس أحمد المخلوع ابن أبي سالم فلم يتم أمره وخلع بعد قليل‏.‏

وأقيم الواثق محمد بن السلطان أبي الحسن كل ذلك بتدبير الوزير ابن مسعود وهو يوم ذاك صاحب أمر فاس‏.‏

وتوفي القاضي شهاب الدين أحمد بن محمد بن الزركشى أمين الحكم فجأة بالقاهرة في ليلة الجمعة تاسع عشر شهر ربيع الأول واتهم أنه سم نفسه حتى مات لمال بقي عليه فنسأل الله تعالى حسن الخاتمة‏.‏

وتوفي الأمير أحمد ابن السلطان الملك الناصر حسن بن محمد بن قلاوون في جمادى الآخرة بمجلسه في قلعة الجبل بالحوش السلطاني‏.‏

وتوفي قاضي القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن التقي الحنبلي قاضي قضاة الحنابلة بدمشق بها في هذه السنة‏.‏

وتوفي الأمير شرف الدين موسى المعروف بابن الفافا أستدار الأمير أيتمش البجاسي في تاسع شوال‏.‏

وكانت لديه فضيلة وله ثروة عظيمة وحشم‏.‏

وكان من رؤوس الظاهرية مذهبًا‏.‏

وأثنى عليه الشيخ تقي الدين المقريزي‏.‏

رحمه الله‏.‏

وتوفي السيد الشريف هيازع بن هبة الله الحسني المدني أمير المدينة النبوية‏.‏

مات وهو في السجن بثغر الإسكندرية في شهر ربيع الأول‏.‏

وتوفي الشيخ شرف الدين صدقة - ويدعى محمد - بن عمر بن محمد بن محمد العادلي شيخ الفقراء القادرية بالفيوم في جمادى الآخرة‏.‏

وكان دينًا صالحًا‏.‏

أحرم مرة من القاهرة‏.‏

وتوفي علم الدين يحيى القبطي الأسلمي ناظر الدولة المعروف بكاتب ابن الديناري في شهر ربيع الآخر‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ستة أذرع سواء‏.‏

مبلغ الزيادة عشرون ذراعًا وقيل‏:‏ تسعة عشرة ذراعًا وسبعة عشرة إصبعًا‏.‏

السنة السادسة من سلطنة الظاهر برقوق الأولى وهي سنة تسع وثمانين وسبعمائة‏.‏

وفيها توفي الأمير سيف الدين طينال بن عبد الله المارديني الناصري‏.‏

كان أصله من مماليك الملك الناصر محمد بن قلاوون وصار في أيام الملك الناصر حسن أمير مائة ومقدم ألف بالديار المصرية‏.‏

ثم نفاه الناصر حسن إلى الشام فأقام بها إلى أن طلبه الملك الأشرف شعبان وأعاده إلى تقدمة ألف بديار مصر مدة‏.‏

ثم انتزعه منه وأنعم عليه بإمرة طبلخاناه وجعله نائب قلعة الجبل فدام على ذلك مدة سنين‏.‏

ثم عزله وأخذ الطبلخاناه منه وأنعم عليه بإمرة عشرة وترك وتوفي الأمير تاج الدين إسماعيل بن مازن الهواري أمير عرب هوارة ببلاد الصعيد في هذه السنة وترك أموالًا جمة‏.‏

وتوفي الوزير الصاحب شمس الدين إبراهيم المعروف بكاتب أرنان‏.‏

كان أصله من نصارى مصر وأسلم وخدم في ديوان الملك الظاهر برقوق في أيام إمرته بعد أن باشر عند جماعة كبيرة من الأمراء‏.‏

ولما تسلطن ولاه الوزارة على كره منه وأحوال الدولة غير مستقيمة فلما وزر نفذ الأمور ومشى الأحوال مع وفور الحرمة ونفوذ الكلمة والتقلل في الملبس بحيث إنه كان مثل أوساط الكتاب‏.‏

ودخل الوزارة وليس للدولة حاصل من عين ولا غلة وقد استأجر الأمراء النواحي بأجرة قليلة وكف أيدي الأمراء عن النواحي وضبط المتحصل وجدد مطابخ السكر ومات والحاصل ألف ألف درهم فضة وثلاثمائة وستون ألف إردب غلة وستة وثلاثون ألف رأس من الغنم ومائة ألف طائر من الإوز والدجاج وألف قنطار من الزيت وأربعمائة قنطار ماء ورد قيمة ذلك كله يوم ذاك خمسمائة ألف دينار هذا بعد قيامه بكلف الديوان تلك الأيام أحسن قيام‏.‏

وتوفي الحافظ صدر الدين سليمان بن يوسف بن مفلح الياسوفي الطوسي الحنفي الشافعي بقلعة دمشق قتيلًا بها بعد أن اعتقل بها مدة في محنة رمي بها‏.‏

وكان من الفضلاء العلماء عارفًا وتوفي الأمير سيف الدين طقتمش بن عبد الله الحسني اليلبغاوي أحد أمراء الطبلخاناه في سابع شهر رجب‏.‏

كان من أعيان مماليك الأتابك يلبغا العمري وممن قام مع الملك الظاهر برقوق‏.‏

وتوفي الشيخ الزاهد الورع أمين الدين محمد بن محمد بن محمد الخوارزمي النسفي اليلبغاوي الحنفي المعروف بالخلواتي في سابع عشرين شعبان خارج القاهرة‏.‏

وكان ممن جمع بين العلم والعمل‏.‏

وتوفي الشيخ الإمام العلامة شمس الدين محمد القرمي الحنفي قاضي العسكر بالديار المصرية في سابع عشرين شهر ربيع الآخر‏.‏

وكان فاضلًا بارعًا في فنون من العلوم‏.‏

وكان خصيصًا عند السلطان الملك الأشرف شعبان بن حسين‏.‏

وتوفي قاضي قضاة المالكية بحلب زين الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن الجعيد الشهير بابن رشد المالكي المغربي السجلماسي كان من فضلاء الساعة المالكية وله مشاركة في سائر العلوم‏.‏

وأفتى ودرس وتولى قضاء حلب وحسنت سيرته‏.‏

وتوفي التاجر نور الدين علي بن عنان في شوال‏.‏

وكان من أعيان تجار الكارم بمصر وخلف مالًا كبيرًا‏.‏

وتوفي القاضي شمس الدين محمد بن علي بن الخشاب الشافعي في شعبان‏.‏

وكان فاضلًا عالمًا وتوفي الخطيب البليغ ناصر الدين محمد بن علي بن محمد بن محمد بن هاشم بن عبد الواحد بن عشائر الحلبي الشافعي بالقاهرة في ليلة الأربعاء سادس عشرين شهر ربيع الآخر‏.‏

وكان فقيهًا عالمًا عارفًا بالفقه والحديث والنحو والشعر وغيره‏.‏

وولي هو وأبوه خطابة جامع حلب وقدم إلى القاهرة فلم تطل مدته حتى مات‏.‏

وتوفي القاضي فتح الدين محمد ابن قاضي القضاة بهاء الدين عبد الله بن عبد الرحمن بن عقيل الشافعي موقع الدرج بالديار المصرية في حادي عشرين صفر‏.‏

وكان معدودًا من فضلاء الشافعية‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ستة أذرع وأربعة أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعًا وخمسة عشر إصبعًا‏.‏

السنة السابعة من سلطنة الظاهر برقوق الأولى وهي سنة تسعين وسبعمائة‏.‏

وفيها توفي قاضي القضاة برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحيم بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الشافعي قاضي قضاة مصر ثم دمشق بها وهو على قضائها في ليلة الجمعة ثامن عشر شعبان‏.‏

ومولده في سنة خمس وعشرين وسبعمائة‏.‏

وسمع الكثير بمصر والشام وبرع في الفقه والعربية وولي خطابة المسجد الأقصى‏.‏

ثم ولي القضاء بديار مصر ثم بالشام‏.‏

قلت‏:‏ وهو خلاف قاضي القضاة برهان الدين إبراهيم بن سعد الله بن جماعة وهو جد عبد الرحمن والد صاحب الترجمة‏.‏

وتوفي الشيخ جمال الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن الأميوطي الشافعي بمكة المشرفة في ثاني شهر رجب بعد أن عمر وأسمع صحيح مسلم وغيره‏.‏

وكان فقيهًا بارعًا أفتى ودرس واشتغل سنين‏.‏

وتوفي الشيخ المعتقد إسماعيل بن يوسف الإنبابي بزاويته بناحية منبابة في سلخ شعبان‏.‏

وكان شيخًا معتقدًا وله كرامات‏.‏

وللناس فيه اعتقاد وظنون حسنة‏.‏

ترجمه الشيخ تقي الدين المقريزي وقد رآه وحضر عنده وذكر عن الوقت الذي كان يعمله بزاويته - أعني المولد وهو قبائح كان الإضراب عن ذكرها أليق - وإن كان هو كما قال‏:‏ مما يقع به من الفساد من المتفرجين والمترددين غير أن السكات في مثل هذا أحسن كونه رجلًا منسوبًا إلى الصلاح ومن ذرية الصالحين على أنني أيضًا أنكر هذا الوقت الذي يعمل بالزاوية المذكورة إلى الآن وإبطاله من أعظم معروف يعمل لما ترتكب العامة فيه من الفسق وصار عندهم هذا الوقت من جملة النزه ويتواعدون عليه من قبل عمله بأيام ويتوجهون إليه أفواجًا‏.‏

ومنهم من له سنين على ذلك وهو لا يعرف باب الزاوية غير أنه صار ذلك عنده عادة يتنزه بها هو ومن يريد هو وأمثاله ممن لا خلاق لهم فلا قوة إلا بالله ما شاء الله كان‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين بهادر بن عبد الله المنجكي الأستادار وأحد أمراء الألوف بالديار المصرية في أول جمادى الآخرة‏.‏

وأصله من مماليك الأمير منجك اليوسفي الناصري‏.‏

وكان الملك الظاهر برقوق لما صار بخدمة منجك المذكور بقي بينهما أنسة وصحبة فلما تسلطن برقوق عرف له ذلك ورقاه حتى ولاه الأستدارية العالية إلى أن مات وتولى محمود بن علي الاستدارية بعده‏.‏

وكان بهادر عنده معرفة وعقل وسياسة وتدبير ومات ولم ينتكب كونه كان فيه إحسان للفقراء والصلحاء والغرباء وكان له صدقات كثيرة وبر وافر‏.‏

وكان أصله روميًا - وقيل إفرنجيا - وأخذه الأمير منجك‏.‏

قلت‏:‏ وهو أعظم أستدار ولي الاستدارية في دولة الملك الظاهر برقوق إلى يومنا هذا وأوفرهم حرمة وأوقرهم في الدول‏.‏

رحمه الله‏.‏

وتوفي الوزير الصاحب علم الدين بن القسيس الأسلمي القبطي المعروف بكاتب سيدي في آخر ذي الحجة بعد أن باشر عدة وظائف أعظمها الوزر‏.‏

وتوفي الرئيس أمين الدين عبد الله بن المجد فضل الله بن أمين الدين عبد الله بن ريشة القبطي الأسلمي ناظر الدولة في ليلة الأربعاء سادس جمادى الأولى‏.‏

وكان معدودًا من أعيان الأقباط بالديار المصرية‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين سيرج بن عبد الله الكمشبغاوي نائب قلعة الجبل في تاسع عشرين شهر ربيع الآخر‏.‏

وكان من جملة أمراء الطبلخانات‏.‏

وكان وقورًا وله وجاهة‏.‏

وتوفي الشيخ الإمام العالم العلامة علاء الدين أحمد بن محمد المعروف بالعلاء السيرامي العجمي الحنفي شيخ الشيوخ بالمدرسة الظاهرية البرقوقية في ثالث جمادى الأولى‏.‏

وكان إمامًا عالمًا مقدمًا مفتنًا أعجوبة زمانه في الفقه وفروعه وعلمي المعاني والبيان والأصول وكان أدرك المشايخ وأخذ عنهم العلوم العقلية والنقلية وبرع ودرس وأفتى في بلاد العجم بمدينة هراة وخوارزم وسراي وقرم وببريز حتى شاع ذكره وبعد صيته‏.‏

ولما بنى الملك الظاهر مدرسته ببين القصرين أرسل يطلبه على البريد حتى قدم فولاه شيخ شيوخ مدرسته فدام بها إلى أن أدركته المنية ودفن بتربة الملك الظاهر برقوق بالصحراء‏.‏

وهو أحد من أوصى الملك الظاهر أن يدفن تحت رجليه ويبنى عليه مدرسة ففعل ذلك‏.‏

وكان دينًا خيرًا عابدًا صالحًا‏.‏

ولما مات طلب السلطان الشيخ سيف الدين السيرامي من حلب وولاه عوضه شيخ الظاهرية وهو والد الشيخ نظام الدين يحيى وجد الشيخ عضد الدين عبد الرحمن شيخ الظاهرية المذكورة الآن‏.‏

وتوفي القاضي تقي الدين محمد بن محمد بن أحمد بن شاس المالكي أحد أعيان موقعي الدست بالديار المصرية في سابع عشر شعبان‏.‏

وكان كاتبًا فاضلًا‏.‏

عين لكتابة السر بديار مصر غير مرة‏.‏

وتوفي الأمير شهاب الدين أحمد بن عمر بن قليج والي الفيوم في هذه السنة‏.‏

كان أبوه من أمراء الألوف بالديار المصرية وكذلك جده وكان هو من جملة أمراء الطبلخانات‏.‏

رحمه الله تعالى‏.‏

وتوفي الأمير ناصر الدين محمد بن الأمير قطلوبغا المحمدي المعروف بقشقلندق أحد أمراء العشرات في ثاني جمادى الآخرة‏.‏

وكان له وجاهة وعنده فروسية‏.‏

وتوفي القاضي عز الدين أبو اليمن محمد بن عبد اللطيف بن الكويك الربعي الشافعي في ثالث عشر جمادى الأولى عن خمس وستين سنة‏.‏

وكان له سماع ورواية ولديه فضيلة‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ستة أذرع وثمانية أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة تسعة عشر ذرعًا وأربعة أصابع‏.‏

وكان الوفاء سابع عشر مسري أحد شهور القبط‏.‏